بعد تحجيم دور وزير التعليم العالي في افتتاح الجامعة الأمريكية واستبعاده من لقاء جمال مبارك بطلاب الجامعات.. هل تنامي دور مبارك الابن داخل الجامعات المصرية إلي درجة مخاطبة إحدي الطالبات له «بسيدي الرئيس»؟
عبدالرحمن عبادي
أبدي أساتذة جامعيون تخوفاتهم من تنامي دور جمال مبارك داخل الجامعات المصرية ومؤسسة التعليم العالي المصرية بعد إهانة وزير التعليم العالي وتدخله لاستبعاد هاني هلال من لقائه طلاب الجامعات في المنصورة في احتفالات افتتاح المباني الجديدة للجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس حيث أشار حضور الواقعة إلي أن هلال أبدي استياءه في بداية الحفل لعدم تخصيص مقعد له علي المنصة
وعندما استعلم عن سبب ذلك من موظف المراسم أخبروه بأن مراسم الرئاسة هي المسئولة عن التنظيم بحيث يجلس كلا من راعية الحفل «سوزان مبارك» والسفيرة الأمريكية «مارجريت سكوبي» ومدير الجامعة ورئيس مجلس أمنائها.
وأضاف الدكتور أبو الغار أن هاني هلال ذهب إلي جمال مبارك ليحدثه في الأمر وقبل أن يصل إليه بأمتار قليلة أشار إليه جمال مبارك بأن يبتعد لأنه كان يعرف ماذا يريد هلال أن يقول، وبناء علي ذلك جلس هلال منصاعاً للأوامر في المقعد المخصص له بين الضيوف، ويعلق أبو الغار علي ما حدث قائلاً: إن هلال لم يحسب حساب أنه حاول أن يبدي رأيهت للكبار فكان نصيبه الحرمان من المشاركة في فعاليات أسبوع شباب الجامعات في المنصورة وحرمانه من مقابلة الطلاب مع جمال مبارك وإلغاء لقائه السنوي بالطلاب بما يمثل إهانة كبري لوزير التعليم العالي الذي يشغل مكان «طه حسين» مع الفارق بينهما.
وأضاف الدكتور جمال زهران - أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشعب - الذي حذر مراراً وتكراراً من تغلغل نجل الرئيس الذي لا يمتلك أي صفة تنفيذية بالحكومة داخل الجامعات المصرية عبر لقاءاته العديدة بطلاب الجامعات ومؤسسة جيل المستقبل الذي بادر مبارك «الابن» بإقامتها في الجامعات المصرية، وعاد ليحذر مرة أخري من تنامي دور «النجل» مطالباً وزير التعليم العالي بتقديم استقالته احتجاجاً علي استبعاده من حضور لقاء جمال مبارك بالطلاب وهو المختص بهذا الشأن في حين يصاحب مبارك «الابن» وزير آخر في اللقاء.
يقول زهرن إنه لم يعد أمامه سوي مطالبة رئيس الجمهورية بالتدخل لوضع حد لتجاوزات نجله وإيقاف تدخلاته في شئون الحياة المصرية وإلا فإنه يجب عليه إعلان أن مصر أصبح بها رئيس «رسمي» ورئيس مواز يمثله الابن بعد أن تسبب ذلك في إرباك المجتمع المصري لدرجة قيام إحدي الطالبات الجامعيات بمخاطبة جمال مبارك في اللقاء الأخير بعبارة «سيدي الرئيس» وهو ناتج طبيعي للمتابعات الإعلامية الحكومية لأنشطة نجل الرئيس.
وأضاف زهران «لابد أن نسلم قبل أي شيء بأن اقتحام جمال مبارك للحياة الجامعية باعتباره شخصية سياسية أمر يمنعه قانون الجامعات وليس هناك أي صفة أخري تمنحه حق لقاء الطلاب أو التدخل في شأن التعليم أو أي شأن آخر».
وحول واقعة الجامعة الأمريكية قال زهران إن البروتوكول يفرض جلوس الوزير المختص علي المنصة ولا يغني جلوس السيدة الأولي علي المنصة عن وزير التعليم العالي لأن رئيس الدولة ورئيس الوزراء هما الشخصان الوحيدان اللذان يمكنهما أن يقفا حائلاً دون جلوس الوزير المختص علي المنصة كما أنهما الوحيدان اللذان لهما حق إملاء الأوامر علي الوزير ولا يجوز لجمال مبارك أو لغيره هذا الحق حتي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ليس له الحق سوي في تبليغ قرارات رئيس الجمهورية للوزراء.
أما الدكتور عبدالجليل مصطفي - عضو مجلس إدارة نادي تدريس جامعة القاهرة - فقال «من جمال مبارك وما صفته حتي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة داخل المجتمع المصري؟ وإذا كان السيد الرئيس قد أتاح لنجله إجتياز كل الحدود والأعراف وحتي القوانين فإن ذلك لا يجب أن يمتد إلي الجامعات والتعليم، أما الوزراء الذين يقبلون علي أنفسهم أن يكونوا تابعين لمن لا صفة له فلا يحق لأحد أن يحزن عليهم ولا يحق لهم أن يقبلوا بأكثر من دور الخادم.