Admin Admin
عدد الرسائل : 113 العمر : 31 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/02/2009
| موضوع: الإحسان الثلاثاء فبراير 10, 2009 4:39 am | |
|
إذا اقترن الإحسان بالإيمان والإسلام كان المراد به في لسان الشرع المراقبة وحسن الطاعة، وهو الذي فسر ه به الرسول صلى الله عليه وسلم هنا، فإن من راقب الله أحسن عمله، وقد عُدَّ هذا التفسير من باب قوله تعالى( إن الله يأمر بالعدل والإحسان) النحل 90 قال الإمام الفيروز آبادى " الإحسان فوق العدل، وذلك أن العدل هو أن يعطى ما عليه ويأخذ ما له؛ والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له. فالإحسان زائد عليه، فتحري العدل واجب ، وتحري الإحسان ندب وتطوع، ولذلك أعظم الله ثواب أهل الإحسان ،قال تعالى( إن الله يحب المحسنين) . والإحسان من أفضل منازل العبودية، لأنه لب الإيمان، وروحه وكماله، وجميع المنازل منطوية فيها، قال تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) قال صاحب المدارك: وهو على ثلاث درجات: الدرجة الأولى :الإحسان في القصد بتهذيبه علما، بأن يجعله تابعا للعلم على مقتضاه، مُنقى من شوائب الحظوظ، فلا يقصد إلا ما يجوز في العلم. قال ابن القيم: والعلم هو اتباع الأمر والشرع. و إبرامه عزما، أي يقارنه عزم يمضيه، ولا يصحبه فتور وتوان يضعفه ويوهنه. وتصفيته حالا بأن يكون صاحبه صافيا من الأكدار والشوائب. الدرجة الثانية:الإحسان في الأحوال،بأن تراعيها غيرة عليها من أن تحول ،لأنها- كما يقول ابن القيم- تمر مر السحاب، ويسترها عن الناس ما أمكنه ذلك لئلا يعلموا بها، ولا يظهرها إلا لحجة ،أو حاجة، أو مصلحة راجحة، ويصححها تحقيقا.
الدرجة الثالثة: الإحسان في الوقت، وهو أن لا يزايل المشاهدة أبدا، ولا يخلط بهمته أحدا.راجع مدارك السالكين2/344،بصائر ذوي التمييز2/465
أما إذا ورد الإحسان مطلقا فإن المراد به يكون فعل ما هو حسنٌ.وإلى حقيقته ترجع أصول وفروع وآداب المعاشرة كلها في المعاملة والصحبة،ففي الحديث الذي أخرجه مسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته".
| |
|