Admin
Admin
عدد الرسائل : 113
العمر : 31
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/02/2009
 | موضوع: خطاب التهنئةإلى المجاهدين الذين صدقوا الله فصدقهم الله وإلى الأمة في استقامة أئمتها وزعمائها  الثلاثاء فبراير 10, 2009 4:17 am | |
|
صدقتم الله في قولكم وجهادكم فصدقكم الله، فثبت أقدامكم، وعجَّل لكم ماترون ونرى مما نهنئكم ونهنئ به أنفسنا والأمة بعدكم معكم، لقد جمع الله عليكم القلوب بعد شتاتها، وأنار بجهادكم الدرب بعد عمايته، وصصح بثباتكم الأقوال والأفعال من القادة والسادة.
لقد جددتم في الأمة سيرة آبائكم و أ صولكم أبي بكر وعمر، وخالد وعكرمة، وعمرو، ومحمود الدين زنكي، وصلاح الدين الأيوبي الكردي. فصدق فيكم وبكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمتي كالمطر لايُدرى أوله خير أم آخره" إليكم وقد أحياكم الله بالقرآن ثم أحيا بكم الأمة كلها .
إن الله يختار للشهادة أطهر الدماء وأغلاها كما يختار للنبوة والرسالة أزكى النفوس وأعلاها وهو القائل جل جلاله" (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) هكذا (ويتخذ منكم)، وقد اتخذ الله منكم الشهداء الذين بدأت تظهر في العالمين آثار دمائهم مع دماء من سبقهم من تلك الدماء الزكية، اتخذ منكم الشهداء فبدَّل بدمائكم مع ثباتكم أحوال الأمة وصوَّب خطابها، وميَّز الخبيث من الطيب من الناس، ومن السياسات، والأوضاع، والمواقف، والمناصب، والأحوال، اتخذ ولا يزال يتخذ جل جلاله الشهداء في ميادين الشرف، يُحْيِّي بأشلائهم ما مات من العزائم، ووهى من الآمال، و ماوهن من الهمم. ثم يصحح بتلك الدماء الزكية ما فسد من الأخلاق، وانحرف من الأعمال. فهنيئا لكم ثباتكم ،و هنيئا لكم عاجل ثمار جهادكم من هذا الاجتماع المنقطع النظير عليكم ،وأتم الله بكم، ولكم، ثم اذكروا ما عاهدتم الله عليه قبل اللقاء حرفا حرفا،ولا تتجاوزوا ما آتاكم الله قدره، إنه لايعدو أن يكون المقدمة للفضل العظيم فلاتنشغلوا بالمقدمة عن نتائجها المرتقبة إن شاء الله،فتح القدس وتحرير المسجد الأقصى، ( وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً).
اذكروا على الدوام عهدا قطعتموه على أنفسكم مع الله وأشهدتموه مع الأمة عليكم قبل اللقاء، وانتظروا بعد ذلك معها نصر الله ،( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم* ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا خائبين).
إن الملائكة لم تضع بعد أسلحتها فإياكم أن تخالفوا عن طريقهم كما خالف غيركم . إننا ونحن نهنئ لنجدد معكم العهد.
إن الجبهة ولن يتخلف عنها إن شاء الله مسلم ولا عربي هي على الدوام عدو لمن عاديتم، وسلم لمن قرَّبتم، فلا تظنوا بأحد في أمتكم كلها إلا خيرا.
إننا ونحن نهنئكم بما أقامكم الله فيه فإننا كذلك نهنئ معكم قادة الأمة الذين أفاء الله عليهم بنور البصيرة في مؤتمرهم الأخير بالكويت، ونسأل الله تعالى لنا ولهم ولكم دوام التوفيق بالاجتماع عليه، وسرعة الفيء إليه.
إن مصر وأخواتها هم جميعا مثل "إنَّ" مع اخواتها، تنصِبُ أولا المبتدأ ثم ترفع ثانيا الخبر، فلا يُحزنكم من بعض الساسة والقادة عبارةٌ ندت، أو جملة عن الحق شردت، وقد جاء خطاب رئيسها والحمد لله أخيرا بدولة الكويت مخيبا لآمال أعدائكم ومبشرا لنا ولكم. فاستعينوا بالله واصبروا، فلقد أذّن قبله بدولة الأتراك في الناس بآذان العصر في أشهر ميادين تركيا، وما بعد الآذان إلا الصلاة، فلا تتشغلوا أنفسكم بما قيل أو يقال، والزموا سلاحكم يُتمم الله لكم.
وإلى ساسة الأمة وقادتها وزعمائها:
أولا: إن من لم يشكر الناس لا يشكر الله.
ونحن باسم الله ثم باسم جموع علماء الأزهر الشريف نكِلُ حقَّ شكركم في وقفتكم الصادقة بقمة الكويت مع المجاهدين إلى الله خير الشاكرين، فشكر الله أولا لأصحاب السبق منكم سبقه في تصحيح المسيرة وتصويب السيرة - تركيا وسوريا وقطر شكر الله لهم، وأدام عليهم وعلينا وعليكم نعمة نور البصر والبصيرة .
وشكر الله لمن جاء من بعدهم منكم، عملتم بعملهم فكان لكم شرف المشاركة في ميادين الشرف، ولم تنازعوا السابقين شرف سبقهم (وكُلاً وعَد اللهُ الحسني).
ثانيا " ونحن مع الأمة نخص خادم الحرمين بشكر لائق بكريم أريحيته، وعظيم غيرته، ورئيس جمهورية مصر لصادق عباراته، وقوة لهجته، وأمير الكويت لحسن سياسته ووضوح منطقه، ورئيس سوريا مع أخيه أمير قطر لقوة شكيمته ولصادق عزيمته، لنسأل الله لهم جميعا ولإخوانهم الذين آزروهم وعزَّروهم المزيد من فضله مع إخوانهم الذين سبقوا، جمع الله الجميع على شرف طاعته.
لقد عرفتم ياأصحاب الجلالة والسيادة الطريق فالزموا ولن يخذلكم ربكم وأمة ستكون كلها من خلفكم، فلا تراهنوا بعد اليوم على غير شعوبكم الذين هم بعض أمتكم، فشعوبكم والحمد لله لا تزال بخير، ولاتزال قلوبها على الفطرة بيضاء نقية،لم تتلوث بِحِيلِ السياسات الخادعة الماكرة التي أودت بالكثير من محترفيا الذين ابتلاكم الله بقربهم ومقاربتهم؛ فلم يطلبوا بكم غير الدنيا لأنفسهم بالدين فضلوا وأضلوا.
دعوا عنكم الكثير منهم وبخاصة الذين توعدوا المجاهدين، وحقروهم، واستطالوا عليهم، فكانوا أسوأ عنوان لكم وللأمة، فأطيعوا الله فيهم، ولاتطيعوا أمر المفسدين (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ)،أطيعوا الله وقد قال لنبيه صلى الله عليه وسلم وأنت أول المخاطبين بعده معنا بما خوطب به صلى الله عليه وسلم، قال له ثم استأمنكم معنا عليه ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) وقال: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا).
ثم إلى جموع الأمة الذين صدقوا.
لقد استقام المنسم منذ الإعلان الأول الذي أجراه الله على لسان المجاهدين من إخوانكم بفلسطين، ولقد أتت الهبة الصادقة منكم على ماأمَّله إخوانكم منكم ورجوه فيكم، فلاتحيدوا بعد اليوم عن لسانهم، ولاتمتاروا فيما يصدر عنهم من بيانات، ولا تغادروا الميدان حتى يأذنوا .
أما الذين كذبوا وخانوا ممن هلكوا في الدنيا والآخرة على بينة، فيكفيهم من عاجل العقوبة هذا الخزي الذي لن ينفك عنهم حتى يرجعوا إلى ربهم، فليس لهم عند أمتهم أقل من قول قائلهم:
يري الجبناء أن العجز حزم وتلك خديعة الطبع اللئيم
أو قول الآخر:
وتنقضى الحرب محموا عواقبها للصابرين وحظُّ الهارب الندم
(وقل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد)
صدر عن جبهة علماء الأزهر عصر الإثنين 22من المحرم 1430هـ
الموافق 19 من يناير 2009م
| |
|
